مقالات

لقد كانت تبلغنا عنكم الأحلام

لقد كانت تبلغنا عنكم الأحلام

بقلم: خميس الجارحي

لقد كانت تبلغنا عنكم الأحلام .. عبارة قالها الصحابي الجليل ربعي بن عامر عندما أرسله قائده سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-إلى رستم قائد الفرس،وقد رأي مبالغة الفرس في تعظيم قادتهم ،والسجود بين أيديهم،فقال لهم :لقد كانت تبلغنا عنكم الأحلام(أي أنهم أصحاب عقول)والآن لا أرى أسفه منكم. عبارة ،كثيرا ما انطبقت في حياتنا على أفراد وجماعات،فقد نشأت بين جماعة الإخوان أسمع منهم عنهم ،بلغتني عنهم الأحلام،عن مؤسسها وكيف وصفوه بمجدد القرن العشرين،وبمعرفته بخبيئة محدثيه بمجرد النظر إليهم،وعن بطولة منظرها الأول سيد قطب الذي رفض أن يكتب كلمة تأييد لعبد الناصر،وعن مدى انتشار الجماعة ،هذا الانتشار الذي جعل الكاتب والروائي الكبير إحسان عبد القدوس يقول:لو عطس أحد الإخوان في أسوان لقال له الإخوان في الأسكندرية :يرحمكم الله،بل قالها يوما صبحي صالح :لو رشح الإخوان كلبا في الانتخابات لفاز بها.

أوهام وأساطير نسجت حول الجماعة ،لم ينج من التأثر بها إلا أهل البصيرة من العلماء،الذين لم يجدوا آذانا صاغية لتحذيراتهم .

أما الأن فنحن مع الجزء الثاني من مقولة ربعي بن عامر عندما قال :والآن لا أرى أسفه منكم، لا نري أسفه منكم وقد قررتم مواجهة الدولة ومؤسساتها مضحين بشبابكم وشيبكم من أجل كرسي الحكم!،لانرى أسفه منكم وأنتم تحتشدون لتأييد قرارات لا تعلمون عنها شيئا، وأنتم تصدقون أن بعضكم قد رأي جبريل-عليه السلام-يؤيدكم في اعتصام رابعة غير الشرعي!،وأنتم تقسمون بالطلاق ليس بالثلاثة بل بالثلاثمائة على عودة مرسي!، وأنتم تصدقون أن من يشك في عودة مرسي ،فإنه يشك في وجود الله!،لا نرى أسفه منكم وأنت تفعلون كما فعل الخوارج الأولون من تكفير وتقتيل،وإنزال أيات نزلت في الكافرين على المسلمين!،وأنتم تذهبون إلى البرلمان الأوربي والبيت الأبيض تنشدون النصرة والتأييد!وقد نشأتم أتباعكم على أن الغرب الصليبي عدو الإسلام والمسلمين،لا نرى أسفه منكم وأنتم تروجون الشائعات والأكاذيب بفهم سقيم لحديث (الحرب خدعة)،وأنتم تشمتون في كل مصيبة يصاب بها الوطن وأهله.

إن سفاهة العقول تراها في كل زمان حينما تبتعد عن نور الكتاب والسنة،وأنى لها ترى وقد ابتعدت عن هذا النور.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق