حياةمقالات

العنف عادة متكررة! دكتور محمد بني هاني

العنف عادة متكررة!
دكتور محمد بني هاني
قضية العنف ضد النساء والأطفال ليس لها علاقة بالغرب والجمعيات النسائية العربية والعالمية ولكن لها علاقة بالتعليم وثقافة المجتمع وتربية الإنسان المتحضرة التي لا تسمح بالتنمر والتغول على حقوق الآخرين.
استشارتني اخت عربية وأنا اعمل في امريكا بموضوع شخصي وعائلي بانها رفعت قضية على زوجها لانه كان يضربها كل اسبوع عدة مرات وكان معها منه ٣ اطفال. شجعتها على القضية وتمنيت ان يكون هذا الإجراء رادعاً له ويغير من سلوكه وتبقى العائلة مع بعضها البعض. ولكنها سحبت القضية قبل الموعد لان زوجها وسط شخص آخر والذي اقنعها بأن تسحب القضية ولا يجوز ان تسجن زوجها. وفعلاً لم تسجنه وعاد يتأخر بالليل ويسكر ثم يعود الى البيت ويضربها.

وفي مناسبة أخرى وبعد سنوات اقترحت على احدى النساء في الأردن ان تترك زوجها لانه كان يضربها باستمرار. ولكن الحضور في الجلسة اتهموني بالجنون ونعتوا افكاري بانها أمريكية وهدامة، ونصحوها ان تبقى معه وتحاول ان تصحح الأمور. استمرت مع زوجها ولكن زوجها استمر بعادته ثم تم الطلاق بعد سنوات.
هناك بديهية بسيطة ان الإنسان لا يتغير بسهولة وهؤلاء الذين يقدمون على هذه الأفعال يكررونها باستمرار الا إذا تمت معالجتهم بشكل متخصص وهي قضية ممكنة ولكنها غير مألوفة أو مقبولة في بلادنا. هذه التصرفات تتحول الى نمط وعادة. انتظر على هذا النوع من الأشخاص قليلا وتجده يعيد نفس التصرف.
يجب ان نساعد الجمعيات والمؤسسات النسائية والمجتمعية التي تعمل على معالجة الأفراد المرضى بهذه التصرفات المؤذية. لا اريد ان يفوتني ان أقول بان ظاهرة العنف ضد المرأة والأطفال موجودة بكل المجتمعات ودون استثناء بما فيه امريكا. التعليم طبعا جزء من هذه المعادلة المعقدة ومن المفروض ان يساعد على “طرد الجهل من العقول” ويساعد هؤلاء الناس على تغيير مسارهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق