حواديت الساعة

ممثل صوفية السنغال بالملتقي الصوفي العالمي: الطرق الصوفية نشرت الاسلام في افريقيا

رسال المغرب: هناء عمرو

قال الدكتور محمد مرتضى، مستشار الخلافة العامة للطريقة التجانية وعضو المجلس الاسلامى الاعلي بالسنغال: إن الإسلام انتشر في غرب إفريقيا بفضل الطرق الصوفية إلى حد كبير، وكان لها دور مهم في تربية الناس وتعليمهم قيمَ الدين الإسلامي الذي يدعو إلى العمل والكسب وعمارة الأرض. والطريقة المريدية من أكثر الطرق انتشارًا في هذه المنطقة خاصة في السنغال، منوها إلى انه وعلى الرغم مما تعرض له من اضطهاد شديد من قبل المستعمر الفرنسي لمدة 33 سنة، فقد نجح، بفضل منهجه التربوي الفعال، في تربية اتباعه المريدين الذين أصبحوا قوة دينية واجتماعية واقتصادية كبرى.

ووجه”مرتضي”خلال كلمته التحية والشكر للطريقة القادرية البودشيشية على رعايتهم الكاملة لهذا الملتقى الدولي الذي يربط بين الماضي بالحاضر ويستهدف دراسة حضارتنا الإسلامية، ذات الجوانب المتعددة.

وأشار مرتضى إلى أنه تبين من خلال الصفحات المتقدمة أن الصوفية حريصة على العمل وعلى التطوع بجزء كبير من نتاج عملهم في تمويل المشروعات العامة- تبين أن ذلك كله ليس وليد صدفة لكنه نتيجة دوافع تجد أسسها في نصوص الشرع في الكتاب والسنة. وأهم هذه الدوافع كون العمل الوسيلة الأساسية لأكل الحلال وللاعتماد على الذات وما يتبع ذلك من قبول الطاعات ومن الاستقلال وحرية الإرادة.

وأضاف مرتضى، أنه من ناحية أخرى عرفنا أن العمل الذي يحرص عليه المريدون يشمل كل عمل مشروع وأن الخدمة (العمل التطوعي) عندهم تعم بنفعها جميع الناس، مؤكدا أن العمل والخدمة في المريدية تحكمهما ضوابط خاصة هي التي تضمن مشروعيتهما وتبوؤهما مكانتهما المتميزة. وهذه الضوابط يمكن إرجاعها إلى كون النشاط مباحا شرعا وعدم شغله الإنسان عن العبادات الموقوتة مثل الصلاة والصوم.

وتابع: وأخيرا يمكن أن نستخلص مما سبق أن التصوف الحق تجسيدٌ لقيم الإسلام باعتباره دينا يدعو إلى العمل والتنمية وعمارة الأرض تحقيقا لقوله تعالى “هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها”. وعلى خلاف ما يزعمه البعض من كون التصوف يدعو إلى التكاسل والتواكل، كان للمتصوفة في غرب إفريقيا خاصة المريدية أثر قوي في التنمية الاقتصادية وفي إنجاز المشاريع الكبرى بجهودهم الذاتية، وأقرب مثال هو مسجد “مسالك الجنان” الذي افتتح في داكار في سبتمبر الماضي وقد بلغت تكاليف بنائه 20 مليار فرنك (33 مليون دولار) بناه المريدون بجهودهم الذاتية دون دعم من الدولة أو من جهات خارجية.

وقد أسفرت دراسة قامت بها إحدى الجامعات أن مناسبة الاحتفال بذكرى نفي الشيخ أحمد بمب تدر على اقتصاد البلاد ما يناهز 400 مليار فرنك إفريقي (677 مليون دولار).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق