حواديت الساعة

مفتي اوكرانيا: الطرق الصوفية كان لها الفضل في توحد الشعوب الاسلامية

رساله المغرب: هناء عمرو

قال الدكتور محمد تميم، مفتي اوكرانيا، أنه من المعلوم ان الدعوة المحمدية منذ نشأتها دعت الى الزهد في الدنيا وترك التنعم فشارك الغني والميسور والفقير في هداية الناس الى سبيل النجاة ونصرة الدين مما اسهم في و صول الدعوة الإسلامية في نحو ٢٤ سنة الى شمال افريقيا وشرقا الى آسيا الوسطى وشمالا الى القوقاز.

وأضاف مفتي أوكرانيا، خلال كلمته بالملتقي العالمي للتصوف بالمغرب أنه اختلطت الثقافات واندمجت الحضارات فانشغل العلماء في تثبيت مفاهيم العقيدة الحقة ودحض بدع الضلال والفلسفات الباطلة وأرسوا القواعد الفقهية وتنوعت في هذا الباب مذاهب أهل السنة والجماعة واستمر أهل الزهد من علماء وفقهاء تذكير الناس بترك التنعم والغفلة واستعمال الدنيا لتجارة رابحة في الآخرة فكان الانتشار في المعمورة لنشر الاخلاق الإسلامية وتبيان السلوك الأسمى للوصول بالمؤمن التقي إلى مرتبة الإحسان وكمال الإيمان.

وتابع : فظهرت الطرق الصوفية الحقة التي كان لها الدور الأقوى في اعتصام شعوب المسلمين بمختلف لغاتهم وثقافاتهم ومواطنهم بحبل الله جميعًا وتأليف بيئة واحدة أنتجت سلوكيات رفيعة أضحت تقاليد وأعرافًا استمرت عبر الأزمان وحافظت على مكانة الإسلام في المجتمعات ولملمت أشلاء الأوطان التي أهلكها الغزاة عبر العصور من الفرق الضالة وجحافل التتار والمغول الى الحملات الصليبية الى الغزو الشيوعي او استعمار قوى الظلم على بلاد المسلمين كما وغيرت سلوك البعض منهم وجعلتهم يدخلون في دين الله ويدافعون عن الحق ومازالت وظيفة الصوفية الأخلاقية الى يومنا هذا استنادًا أولا على التمسك بالعقيدة الأشعرية الماتريدية وإجماع الأمة في العبادات.

وأشار تميم إلى انه لابد ان نشير الى ان هذا النهج عبر التاريخ جعل التعايش والأمن لابناء المجتمعات السبيل الأفضل لدوام الدعوة الى العدل ونشر الخير والرباط في الثغور لردع أهل الظلم والعدوان ونقول بكل مسؤولية ان صورة الوسطية والاعتدال كانت ومازالت دومًا في البقاع التي انتشرت في ربوعها الصوفية الحقة. أما الغلو والتطرف والظلم غطى البقاع التي لم تصلها الصوفية وهذا واضح في النظر الى بلاد الثقافة الشرقية من جهة وبلاد الغرب من جهة أخرى. مما جعلنا نفهم تلك المحاولات التي جرت وتجري لتحويل مسار المجتمعات من السلوك السوي الى الانحراف بوسائل مختلفة إما بنشر البدع الاعتقادية الباطلة او بتحفيز الغرائز لحب المال والسلطة والانكباب للوصول اليها ولو عبر تحريف المفاهيم الدينية واستعمال الدين للسياسة ولم يكتف أعداء الأمة بذلك بل حاولوا وعبر العصور الانقضاض على الصوفية نفسها وتحويل رؤية الناس لحقيقتها لتظهر وكأنها فلسفة وسلوكيات منحرفة بأصباغها بالمحرم شرعًا وكأنه جزء منها اما الهدف الأساس لأعداء الدين هو ضرب العقيدة الإسلامية في مفاهيمها الثلاث ماهية الإسلام ومعنى الإيمان وحقيقة الإحسان.

لافتا إلى أنه نرى من يقول إن الإسلام آخر الأديان وأنه دين العنف والتطرف وجعلوا الإيمان أنه في القلب ولو استخف المرء بما جاء عن الله أو استهزأ بالنبي أو شرعه ولو تفلسف بما يهوى وأما التصوف فأرادوه ممارسة تستميل الناس الى الإفراط بدين الله من تحريف اسم الله اثناء الذكر وافتعال المحرمات الى اعتقاد وحدة الوجود وما شابه بالإضافة الى الافتراء على علماء السنة لتضليل العامة من الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق