التقدم مرتبط بالتعامل الإنساني – دكتور محمد بني هاني
التقدم مرتبط بالتعامل الإنساني
دكتور محمد بني هاني
كيف لنا أن نفسر الفلسفة والتصرفات والأحداث التي تقوم عليها أي مؤسسة؟ ربما هذا الفهم يساعدنا على تفسير ما نراه أو نسمع عنه في كثير من المؤسسات.
بولمان وديل يتحدثان عن أربعة اطر تمتاز بها كل مؤسسة؛ هي الهيكلي والموارد البشرية والسياسي والرمزي، هذه الأطر الأربعة موجودة بكل مؤسسة ولكن بنسب متفاوتة بناء على فلسفة الادارة او اصحاب النفوذ في هذه المؤسسة.
الإطار الهيكلي يتعامل مع الموظف على انه آلة ويفترض ان الانسان كسول ولا يحب العمل، لذلك يجب ان نراقبه ونتابعه ونطلب منه ان يعمل وربما حتى نهدده بالخصم من راتبه على تقصيره ونعده ببعض المكافآت إذا عجل بالعمل وأخلص وأنتج أكثر.
الإطار الثاني هو إطار الموارد البشرية ويقوم على الاهتمام بالموظف وحاجاته ومصالحه ومعاملته بإنسانية عالية والافتراض انه يرغب بالعمل ويجب على المؤسسة تدريبه وتمكينه والاهتمام به وبصحته وبعائلته وبراتبه لكي يعيش حياة انسانية كريمة؛ المؤسسة هي عائلته.
الإطار الثالث هو السياسي يسوده التنافس والتلاحم والصراع وفيه الغني يأكل الضعيف، الغابة.
زما الإطار الرمزي فهو يقوم على عرض الإنجازات والتباهي بها وغالباً تضخيمها لتبيان ان المؤسسة وخاصة من في الصور يعملون بجد واخلاص وينجزون الكثير؛ المسرح.
كل هذه الاطر موجودة بكل مؤسسة وبنسب مختلفة ولكن هناك منها ما تزيد نسبة وجوده عن الاخرى بكثير.
آمل بالمستقبل أن يسود الإطار الانساني في مؤسساتنا وتزداد نسبته على الأطر الاخرى عندها ينمو الانسان ويكبر طموحه وإنتاجه، كثير من الدول استطاعت ان تتميز عندما تعاملت مع الموظف بإنسانية عالية واخذت بعين الاعتبار طموحه وحاجاته وهمومه، وسعادته. هذه الدول تغلبت على المستحيل وحققت اهداف نبيلة ومنجزات عظيمة، وبعضها لا زال سائر على الطريق، وبعضها لسوء الحظ لم يبدأ بعد!
