حواديت الساعةحياة

البحر المتوسط .. مثلث برمودا جديد ومقبرة للاجئين

 

كتب: محمد عبدالعزيز

“مثلث برمودا في المحيط الأطلنطي .. مقبرة غامضة لكل من يفكر في العبور منه”، هذا ما نشر من نظريات وعرفناه عن مثلث برمودا الغامض. ومن جانب آخر وفي الآونة الأخيرة وعلى خطى مثلث برمودا أصبح البحر المتوسط هو الآخر مقبرة حقيقية واضحة مبينة لكل لاجئ يفكر في عبوره.

منذ بداية العام الحالي 2019 زادت أعداد المهاجرين الذين لقوا حتفهم بشكل ملحوظ في البحر المتوسط خاصة بعد أن أغلقت إيطاليا موانئها أمام سفن المساعدات وتصاعد أعمال العنف في ليبيا حيث شهد معدل الوفيات بين اللاجئين الذين يحاولون عبور البحر المتوسط قادمين من ليبيا ارتفاعاً كبيراً.

وقال المتحدث بإسم المنظمة الدولية للهجرة “فلافيو دي جياكومو” أن حوالي 257 شخصاً لقوا حتفهم في البحر المتوسط أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا. وأضاف دي جياكومو أن تقريباً يلقى واحد من بين كل عشرة مهاجرين حتفه في المتوسط.

وذكرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشئون اللاجئين أن إجمالي عدد المهاجرين الذين عبروا البحر المتوسط إلى أوروبا العام الماضي بلغ نحو 117 ألف شخص، توفي منهم 2275 إنسان على الأقل، مقارنة بـ 172 ألف مهاجر عبروا إلى أوروبا عام 2017 توفي منهم 3139 شخص. وحسب المفوضية فإن البحر المتوسط شهد موت ستة أشخاص يومياً في المتوسط العام الماضي.

من جانبه قالت المنظمة الدولية للهجرة إن أكثر من 33 ألف شخص غرقوا وهم يحاولون الوصول إلى شواطئ أوروبا خلال 17 عاماً الماضية، مما يجعل البحر المتوسط أكبر منطقة حدودية من حيث عدد الوفيات بالعالم.

وأكد المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة “ليونارد دويل” أن عبور البحر المتوسط حالياً أكثر خطورة من أي وقت مضى، والدليل على ذلك هي لغة الأرقام، ففي عام 2017 كان معدل الوفيات من المهاجرين عبر البحر المتوسط 2.6 بالمئة وارتفع من 3.5 بالمئة في العام الماضي 2018 إلى 12 بالمئة في الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام 2019.

هذا وذكرت منظمات إغاثة وإنقاذ أن عملية عبور البحر المتوسط بصورة غير قانونية صارت خطراً على المهاجرين بدرجة غير مسبوقة وقالت أن مهاجراً من بين كل خمسة يحاولون الهروب عبر الطريق البحري يلقى حتفه، وبهذا تكون وصلت معدلات الوفاة بين المهاجرين في البحر المتوسط إلى مستوى غير مسبوق.

ويعتبر أهم أسباب غرق اللاجئين هو أن المهاجرون ينطلقون في رحلاتهم عبر البحر المتوسط في قوارب غير مجهزة للإبحار لمسافات وأزمنة طويلة، فضلاً عن تحميلها بأضعاف الحمولات المقررة لها، مما يجعل تعطلها أو انقلابها في عرض البحر احتمالاً كبيراً.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق