مقالات

دواد مراد ختاري يكتب: الشهامة والأشقاء الثلاثة 

كنتُ ضابطاً في الجيش العراقي / آمر السرية الرابعة في الفوج الثاني/ لواء مشاة (11) الفرقة الثالثة . نشأ تنظيم داعش في سورية بعد المظاهرات في مدينة (درعا) وخاصة بعد تأسيس الجيش السوري الحر وبعدها سيطرت الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) على مناطق (دير الزور) على الحدود العراقية السورية في عام 2013، حينها صدر أمر تحرك فوجنا إلى قاطع (تل سفوك) الحدودية بدلاً من فوج مغاوير الحدود.
وقال النقيب شكر ملحم الزينديني : كان تنظيم داعش الإرهابي القوة المسيطرة عليها في تلك المنطقة من جانب سورية والمنطقة الصحراوية في سورية والعراق أيضاً قبل تمسكنا قاطع هذه المنطقة، وفي تلك الأيام كان هناك تسلل داعشي بين حين وآخر بين العراق وسورية وتحديداً قاطع سريتي (تويمين) ولكن بعد ما استلمت القاطع إلى يوم 10/6/2014 لم يحدث أي خرق أو تسلل داعشي بتاتاً .
في يوم 9/6/2014 تحركت قوة بأمر من آمر الفوج ليلاً إلى قاطع سريتي كتعزيزات لنا كالعادة، توجه الآمر إلى نهاية القاطع من جهة الجنوبية وكنت في دورية على الكمائن إلى الساعة الخامسة صباحاً، انسحب الآمر إلى مقره في (تل سفوك) وسحبت الكمائن إلى مخافر وملحقات كسياق معمول به ، تبقى الحراسات وتنام مجموعة الكمائن وأنا من ضمنهم.
استيقظت في الساعة الثامنة صباحاً وصعدت فوق سطح المخفر لكي اطمئن فيما إن كان الحراس موجودين، لم تكن هنالك شبكة كهرباء ولا شبكة اتصالات في قاطع سريتي ماعدا اتصال لاسلكي مع الفوج، في هذه الأثناء كانت هناك نافذة صغيرة في برج الحراسات في مقر السرية داخل هذه النافذة تستطيع الاتصال بشبكة كورك.
تلقى أحد الحراس اتصالاً من شقيقه وقال لي الحارس : سيدي هذا شقيقي في السرية الأولى من فوجنا يقول: لقد انسحبنا وانسحب الفوج جميعه إلى شنكال .
لم أكترث لما قال وبعد دقائق أيضاً اتصل به شقيقه مرة أخرى مؤكداً انسحاب أفراد الفوج جميعاً منذ أكثر من ساعة إلى شنكال، أصبح لدي بعض الشكوك وعلى الفور اتصلت بآمر الفوج (13) مرة لم يرد ومع ضابط الحركات لم يرد ومع استخبارات لم يرد أيضاً، انتابني قلق بشأن وضعنا، ناديت باللاسلكي حتى البدالة لم ترد، في تلك اللحظات اتصل بي جندي شيعي من أهالي شنكال من مفارز صيانة الفوج وقال : سيدي يبدو أنه تم بيعك بسعر زهيد ، لقد انسحبنا جميعاً إلى (باب الشلو) منذ ساعتين وجميع الضباط قد تخلوا عن جنودهم وانسحبوا بعجلاتهم المدنية.
أصبحت في حيرة من أمري ! هل أنسحبُ بأمر من جندي ؟ ولم أتوقع أن ينهار الجيش، وبعد الانتهاء من المكالمة الأولى تلقيت اتصالاً مرة أخرى، لكنه في هذه المرة كان صوتاً عالياً. يقول :
– سيديييييي هل تود أن تموت ؟! اترك كل شيء وانسحب
– قلت له : اهدأ اهدأ …. حينها أدركت أن الجيش قد انهار ، وعاهدت نفسي على عدم ترك جنودي و عدم التخلي عن العجلات والأسلحة للدواعش ويجب أن أقوم بقيادة شجاعة للتخفيف من حدة الارتباك والخوف لدى الجنود و لكي أحافظ على أرواحهم، ناديت جميع المخافر والملحقات وأوعزت إليهم بالتجمع الفوري في مقر السرية وجلب كافة العجلات والأسلحة.
– سألوا ماذا حدث ؟
– قلت : لم يحدث شيء .
بعد التجمع في مقر السرية أمرت بتركيب جميع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة على العجلات لكي نتحرك باتجاه الفوج ولم أبلغهم بما حدث، وأعطيت أمراً بقتال أي قوة تقف في وجهنا مهما كانت التضحيات يتم فيه الرمي على المشبوهين دون أخذ الأمر مني، وكنا نمتلك ست عجلات من نوع همفي أمريكي (همر) و ثلاث سيارة نوع (واز) و سيارة إسعاف وعجلة فورد، إحدى العجلات الهمفي عليها سلاح أحادي و bkc، تحركنا باتجاه قضاء شنكال ولكن الطريق بعيدة، عند وصولنا إلى مقابل مجمع الجغيفي شاهدنا عجلتين نوع (بيك آب) والأفراد بالملابس السوداء (ملابس الدواعش) عند الجانب السوري على ساتر الحدود العراقية السورية ويقومون بفتح الساتر، تعرضنا إلى الرمي من جهتهم وقمنا بالرد عليهم وعبرنا إلى (جاير خلفس) وفي الطريق تعطلت إحدى العجلات وصعد جنودها الخمسة معنا، إلى أن وصلنا إلى باب الشلو/ شرق جبل شنكال، حيث تتواجد أفواج اللواء جميعها هناك.

وبعدها سيطرت داعش على ثلث أراضي العراق وأصبحت شنكال مطوقة من جميع الجهات، كانت قوات البيشمركة و الأسايش الكردية تسيطر على شنكال بشكل كامل مع غياب كامل للحكومة الاتحادية.
وكضابط في الجيش العراقي تطوعتُ مع الأهالي و البيشمركه بالواجبات على السواتر لحماية مناطقنا.
ليلة الثاني على الثالث من آب أغسطس عام 2014 تعرضتْ مجمعات الأيزيدية (سيبا شيخ خدرى و كرزرك) إلى هجوم من قبل العدو وفي الساعة الثانية بعد منتصف الليل قاوم أهالي المجمعين بشراسة وفي الساعة السابعة صباحا من يوم 3 آب انسحبت قوات الحماية و بدأ الأهالي بالنزوح إلى الجبل.
خرجت مع عائلتي وأقربائي والجيران، كانت لدينا سيارات نقل متوفرة ( قلاب وجرار وسيارات صغار نوع بيك آب) توجهنا نحو قرية الوردية وأخذنا عوائل عمومتي الساكنين فيها وصلنا في الساعة العاشرة صباحاً، ثم اتجهنا نحو قرية كابارا الواقعة بين ( قنديل وردية و قزلاكند) لوجود بئر فيها ولعدم توفر الماء في قنديل الوردية .

مرحلة مقاومة الدواعش في الجبل
كان هناك مزار (شيخ حسن) في كابارا، قررنا نحن الأخوة (أنا وأشقائي خديدا ملحم وبكر ملحم) واثنان من أقربائنا (حيدر الياس وسعدون حجو) أن ندافع عن المزار ، وهذه القرية نقطة استراتيجية عسكرياً بالنسبة لحماية الجبل وترتبط مع الجبل من جهة الشرق داخل القنديل وآخر طريق غرباً لا يرتبط مع الجهة الغربية من الجبل، إنها المرة الأولى التي نتحدث فيها عن أهمية موقع كابارا عسكرياً لعدم وجود طريق يربط بين كابارا مع قنديل الوردية وقرية جدالة وصولاً إلى منطقة (شلو) وهذا مهم جداً ولهذا السبب تتعرض المنطقة إلى هجمات كثيرة من قبل العدو الداعشي حتى قبل هجوم اليوم الثاني من تشرين الأول ٢٠١4 ولكن دون تخطيط مسبق من العدو فهو يجهل طبيعة وتضاريس المنطقة، ولا يمتلك معلومات استخباراتية عما نمتلك من العدد والعدة، وفي كل مرة كانت تقوم هناك اشتباكات عنيفة ولكن لمدة قصيرة بين ٣-4 ساعات، يهزم العدو ويكبد بالخسائر.
في معركة يوم الثاني من تشرين الأول 2014، كانت معركة طويلة ومدروسة من قبل العدو، هجم على كابارا في الساعة الخامسة صباحاً تقدم مع الدرع .وفي تلك الأيام كانت لدينا خطة كمائن ليلية، وعند انسحاب الكمين في الساعة الخامسة صباحاً إلى داخل أحد منازل قرية كابارا، تقدم داعش الإرهابي في الليل إلى الطرف الثاني من القراج الجهة الغربية كما يتضح في الصورة أدناه موقع الكمين وتقدم الدا
بدأ العدو بالهجوم أثناء انسحاب الكمين و كنا نرصدهم بالقناص، استشهد أحد مقاتلينا ( فواز حجي محما ) وحوصر البقية في المنزل، توجهت همرات وناقلات الجنود المدرع ومعهم شفل لفتح الطريق أمام عجلاتهم ولكن فوجئا بالمقاومة من جهات عدة ولم تكن الشفل مدرعة ذلك اليوم

الصورة للشفل تم قصفها
ولهذا أصبح تقدمهم بطيئاً و حيث كان الجو سيئاً جداً يملؤه الغبار الكثيف الأمر الذي أدى إلى صعوبة الرؤية للبعيد، فلا تستطيعُ أن ترى بوضوح لأكثر من مسافة مئة متر، وليس بإمكان آلة الحفر (الشفل) أن تعبر البستان في بداية القرية بسبب مقاومتنا لها، بدأ العدو بحرق المنازل المتواجدة في بداية القرية وسيارتين نوع (اوبل استيشن) وكان في داخل إحدى السيارات شخص متوفٍ تم حرقه أيضاً اسمه (صالح الياس عفدي) وبعد ذلك تم دفنه من قبل شقيقي المقاتل خديدا ملحم ومقاتلين آخرين .
تقدمت ناقلة جنود مدرعة باتجاه المزار متأخراً وانحرفت عن الطريق الرئيسي بسبب الحفرات وصعوبة فتحها لوادي (بست) و تحدرت نحو الوادي قبل أن يتم قصفها من قبل طائرات التحالف كما هو مبين في الصورة أدناه

وتكبد العدو الداعشي خسائر فادحة، أكثر من عشرة قتيل ماعدا الجرحى، في بداية الأمر
نحن كنا نحمي مجموعة من المعاقين بصرياً من نساء ورجال كبار السن إلى أن أوصلناهم إلى بر الأمان بواسطة الحيوانات .

أتذكر أن والدي كان يرشدني أيامَ المقاومة في كل مرة من عام 2005 إلى 2009 إلى ترك الخدمة العسكرية بسبب الأوضاع الأمنية في فترة تنظيم القاعدة، لكن أثناء المقاومة بعد الإبادة كان يشدني ويدفعني إلى المقاومة لأنه نضال في سبيل الأرض والعرض والكرامة، و كان يؤكد لي باستمرار قائلاً: يا ولدي كل من يستشهد الآن هو فخر واعتزاز لعائلته وأنا فخور بكم بهذا الدفاع عن الدين وشرف الأيزيديات. هذه الإرشادات والنصائح كان حافزاً قوياً لي ولأشقائي على الاندفاع في غمار القتال والذود عن أبناء ملتي ، على الرغم من احتراق قلب والدتي الحنونة علينا نحن أبناؤها الثلاثة في المعارك اليومية وفي أخطر موقع في جبل شنكال وهي قرية كابارا.
في يوم 21 /10/2014 استشهد المقاتل (خيري شيخ خدر) وقد هبطت معنويات المقاومين والمقاتلين في جميع الجبهات في جبل شنكال وتم نقل جثمان الشهيد إلى قرية (كرسي) ومن ثم إلى قضاء شيخان بواسطة طائرة هليكوبتر في يوم 22/10, وقد بلغني شقيقي الأصغر (بكر ملحم الياس) بأن استشهاد شيخ خيري كان له تأثيره الكبير على معنويات المقاتلين في سكينية .
وفي يوم 23 /10 ذهبنا إلى كرسي (أنا وشقيقي خديدا ملحم)
للقاء مقاتلي عشيرة القيرانية وطلبنا من المقاتل (مجدل شيخ خدر) الذي خلف شقيقه الشهيد خيري في قيادة موقع السكينية العودة إلى موقعه في السكينية وأخبرناه بأننا سنكون معه في القتال .
لكون شيخ مجدل كان مقيماً في دولة السويد لأكثر من عشرين سنة، وعلى الرغم من شجاعته وحماسه، لكنه لم يكن يمتلك المعلومات حول كيفية التعامل مع الوضع، ناقشنا الوضع في السكينية واتفقنا على العودة إليها وعلى أني سأكون معه في القيادة، تحركنا في اليوم الثاني ستة وثلاثون مقاتلاً من كنت معهم و مجدل وشقيقي، كل واحد منا كان يحمل قنينة ماء وسلاحه الشخصي وقليلاً من الخبز، وصلنا إلى منطقة (گيرا قيرانية) في الساعة الخامسة مساءً وكان ذلك التوقيت محطة استراحة إلى اليوم الثاني .
دار الحديث بيني وبين المقاتل شيخ مجدل حول كيفية تأمين المواد والأسلحة في السكينية :
قلت : أعتقد أنه من الصعوبة أن يقاتل ستة وثلاثون مقاتلاً بدون أرزاق .
مجدل : ما رأيك في ذلك ؟
– سوف أذهبُ مع إثني عشر مقاتلاً لكي نسيطر على الوضع .
– وبقية المقاتلين سيبقون هنا ؟
– وقسم آخر من المقاتلين سيتمركزون هنا في (گيرا قيراني ) ويصبح المقر الخلفي لقواتنا وسنداً لنا.
– جيد …. ولكني لا أوافق على ذهابك مع شقيقك خديدا.
– لديه شقيقك مجموعة أخرى بإمكانه العود’ إليها والالتحاق بها .
تحركنا نحو السكينية في الصباح الباكر أنا ومروان شيخ مير شيخ خدرى مع عشرة مقاتلين كما هو مبين في الصورة أدناه (الصورة في الليلة)
أسماء المقاتلين في الصورة (النقيب شكر ملحم، مروان شيخ مير، سليمان حلو، خيري الياس عيشانة، محمود شاكر محلو، درويش خلف بركات) أما المقاتلون الذين كانوا معنا لكنهم ليسوا في الصورة هم (حسن مجو مراديك، عفدي درويش عفدي، غازي عجاج شيخ خلف، خدر رشيد شيخ حمو، فرحان كلي حسين، خليل رشو بيسو)
فوجئنا بتفجير داعش لمزار (ملك فخردين ) وتمركزه في السكينية. قررنا الهجوم وإعادة السكينية تحركنا وبخطة مدروسة، كنت أقود المعركة بأسلوب الخدعة في الاختفاء وكان كل مقاتل يعرف مكانه الصحيح في المعركة وتم توزيع الأسلحة الساندة كالقناص و bkc وبدأ الاشتباك معهم لأكثر من ثلاث ساعات متواصلة، قتلنا ثلاثة من قواتهم، لكننا لم نستطع الاستمرار عند وصول تعزيزات عسكرية إليهم، ولهذا انسحبنا وعدنا إلى مواقعنا.
بعد مرور ستة أيام قدمت ثلاث عجلات للدواعش إلى شرق مقبرة مزار ملك فخر الدين عند (كري كور).
قررنا نصب كمين لهم في الليل و انتظار تقدم الدواعش، ووزعنا الواجبات (أنا ومنير خيري شيخ خدري وعادل رشو وزياد خلف) في كمين نحمل (bkc و ام 16 عدد 2 وبندقية كلاشنكوف) بينما يحمل المقاتلون (خدر رشيد شيخ حمو وبكر حسن بكر) قناص بندقية نوع (برنو) في كمين ثاني، كان (هادي صفوك) رصد الأول والمقاتلون (خالد حجي هندو وحسن م جو) رصد ثاني ، جاءت عجلة نقل نوع (لوري) مع سيارة نوع (بيكب) وساحبة محملين بالدواعش ودخلوا دار (خدر كارو القيراني) في الساعة السابعة والنصف من يوم 1/11/2014 اتصل بي هادي صفوك واستلمت منه الإحداثيات، حاولوا سرقة السيارات هناك وممتلكات المنزل، لكننا كثفنا الرمي عليهم وقتلنا تسعة منهم، والبقية لاذوا بالفرار ، اتصل بنا (أبو خيري) قائلاً :
– نعلم أنكم في قتال مع العدو هناك مجموعة من الدواعش في الطريق إليكم، فضحكت وقلت له :
– أبا خيري لقد أرسلناهم إلى جهنم .
– نرجو منكم الانسحاب كي لا نخسر شبابنا .
– المقاتلون لا يودون الانسحاب .
– الرجاء الرجاء أن تنسحبوا وتعودوا إلى موقعكم .
بناءً على طلبه عدنا إلى موقعنا ، بعد سبعة أيام ازداد عددنا لذا طلبنا من بعض المقاتلين الاستراحة ، بعدها جاء مجدل شيخ خدر ومعه مجموعة من المقاتلين طلب أن يتم نصب خيمة لبرودة الجو آنذاك .
تلقى مجدل اتصالاً في الليل من صديق قائلاً: يتوعد داعش باعتقال الشخص الذي حل محل الشهيد شيخ خيري
مجدل : هل يقصدون أنا أم أنت ؟
– قلت له ضاحكاً : بالتأكيد يقصدونك
في صباح اليوم الثاني : خططنا لكيفية استعادة قرية السكينية، أرسلنا مقاتلين للاستطلاع (خيري هورى وخدر رشيد) بعد دقائق سمعنا صوت طلقة نارية واحدة، اتصلنا بالمقاتل (خدر) نستفسر حول مصدر هذا الصوت، رد قائلاً :
– لا أعلم … لكني أرى شخصين ليسوا بعيدين عنا، لا أعلم هل هما من مقاتلينا أم من البككة ؟
– لا … ليسوا من مقاتلينا
– من المحتمل أن يكونا من البككة
– لا أعتقد من البككة، أطلق عليهما النار
تم الرمي عليهما وتبين أنهما داعشيان وقد اشتبكا مع مقاتلينا، تحركنا نحوهم ( كنت ومعي مجدل وخديدا رشو وبركات خرتو) واشتبكنا معهم ومجموعتنا الثانية أيضا اشتبكوا من جهة ثانية معهم وساندونا بأسلحة (bkc) وعدد القناص خيري عيشانة، تحركت قوة من مقاتلي الأيزيدية بالتعزيزات وتقدمت من (كيرا قيراني) باتجاهنا بسرعة فائقة، قتلنا ثلاثة من الدواعش واستولينا على أرزاقهم وعتادهم.
الصورة بعد المعركة مع المقاتل (خدر رشيد)
وبعد عشرين يوماً في منطقة السكينية عدت إلى مجموعتي في كابارا مرة أخر ى لأنها أصبحت اسخن منطقة وتتعرض إلى هجمات شبه يومية وقصف بالهاونات وصواريخ محلية الصنع (غطاس) ، أدركت أن العدو الداعشي سيضغط ويهاجم على كابارا والخطورة متزايدة لقلة مجاميع المقاتلين الثابتة في قنديل من شلو غرباً وصولاً إلى كابارا، وعليه يجب فتح جبهة في غرب كابارا (قنديل الوردية) لكي نستطيع السيطرة على كابارا او على أقل التقدير أن نخفف الضغط عليها، ولكن لا نمتلك مقاتلين، قال لي شقيقي المقاتل (خديدا ملحم):
– هناك عوائل من عشيرتنا وأقربائنا في سردشتي نستطيع الاستعانة بهم
– نعم فكرة جيدة
ذهبت إلى سردشتي وبينت لهم الوضع.
– لكنهم أكدوا أنهم لا يمتلكون المونة والسلاح والعتاد الكافي وأطفالهم سيموتون جوعاً
– سنوفر المونة والسلاح والعتاد بما نستطيع، وسأكون معكم في الواجبات.
جاء ستة أشخاص في اليوم التالي إلى كابارا في منطقة (كلي حسيم) في قنديل الوردية لفتح جبهة وتمكنا من تأمين ما يسد احتياجاتهم من المونة والسلاح.
أرزاق وسلاح كما مبين في الصورة أدناه .
وبذلك كانت لنا قوة مقاومة في جبهة غرب كابارا وأي حركة صادرة عن العدو الداعشي سوف نعلم به .

تعرضت كابارا إلى هجوم من الساعة 6.30 صباحاً يوم 12 كانون الأول بقوة كبيرة وأسلحة فتاكة وحديثة من الجهة الشرقية والغربية من القراج ، حاولوا فتح الطريق بآلة الحفر (شفل مدرع) لعجلاتهم، لكن داعش فوجئ ككل مرة بمقاومة ومعنويات عالية نتسلح بها ، تمكنا في البداية من قتل السائق و إعطاب الشفل، جلبوا شفلاً مدرعاً آخر (مصفحاً) واستمرت الاشتباكات لأكثر من ست ساعات دون أن نمتلك أسلحة ثقيلة، كنا نحاربهم بأسلحة خفيفة (bkc وسلاح قديم (فرنسي) بمثابة دوشكة من حيث الصوت فقط

بعدها جاء لنجدتنا مقاتلون من (كولكا، كلي كرسي، سردشتي ومناطق اخرى من الجبل) نذكر منهم ( فقير بدل) وجلب رباعية على ظهر حمار ومروان الياس .
استمرت المعركة حتى الساعة الخامسة مساءً وتقدموا نحو المزار، بدأنا بالالتفاف حولهم من جهة قنديل وردية (تلول حسيم) وتقدمنا بالهجوم بواسطة (صاروخ ار بي جي 7)، بدأ العدو بالتراجع نحو قرية قسركي جنوب كابارا وكان لهم مقر فيها .
واصل مقاتلونا وجميع المقاومين تقدمهم وراءه العدو واستمروا بتتبع مقره وتقدموا نحو شنكال، إلا أن (فقير بدل) طلب من المقاتلين الانسحاب حفاظاً على أرواحهم .
وفي اليوم التالي تعرضنا إلى هجوم آخر (يوم 13 كانون الأول 2014) في جوٍ ضبابي مستغلين ظروف الطقس، وكانوا دائماً يستغلون هكذا ظروف طقسية .
الصورة بعد المعركة مباشرة .
في إحدى أيام شهر آذار عام 2015 تسللوا إلى قنديل ما بين كابارا وقزلكند، زرعوا عبوتين ناسفتين وبتاريخ 7/3/2015 انفجرت العبوة الناسفة بسيارة كانت باتجاهنا من جهة قزلكند كما يتضح في الصورة أدناه

تلقينا معلومات حول تواجد مختطفة إيزيدية في مجمع سيبا شيخ خدرى (فائزة رشو عليكو/ مجمع خأنصور) ومن المحتمل نقلها إلى قرية الوردية وفي يوم 22/3/2015 تأكدنا من أنها موجودة في الوردية، كانت تحمل هاتفاً نقالاً ، لكننا لم نتمكن من الاتصال والتواصل معها، تحركنا نحن المقاتلون الخمسة
بعد تحرير مناطق شمال الجبل شنكال ( ناحية سنوني / دون تحرير جنوب الجبل بما فيها مدينة شنكال، كانت هناك خطورة على مناطق الجنوب وخاصة كابارا لأن غرب كابارا كان منطقة شبه خالية من المقاومة الثابتة ومقر داعش في الوردية في دار (حجي عمو) ودار (خلف جوكو في جدالة) أيضا، يترددون إلى قراج جدالي و راية لهم كانت ترفرف هناك. في إحدى الليالي نفذنا عملية في قراج (جدالة) شارك فيها المقاتلون (خديدا ملحم، جاسم كلوكا، علي بدل، خالد كرو، مقاتل من مجموعة تمر أبو جوقي الخالتي) قتلوا عنصرين من الدواعش .

تعرضنا إلى قصف بالهاونات ورشقات من الدوشكة مساء يوم 6/4/2015 وتم الرد عليها .
كانت أغلب هجمات العدو موقوتة (بعد صلاة الفجر وصلاة المغرب) وفي ليلة 11/ 12 من شهر نيسان 2015 وأثناء نزول الحرس من فوق قاعة شيخ حسن رأيت ثلاثة أشخاص تقدموا من قمة القراج من الجهة الشرقية في الساعة الرابعة فجراً بلغت المقاتلين و استمررنا بالرمي نحوهم حتى أجبرناهم على التراجع إلى خلف القراج وبدأت الاشتباكات، في هذه الأثناء بلَّغني أحد المقاتلين بأن داعش يركب دوشكة فوق القراج من الجهة الغربية وهناك عجلات تأتي من قرية قسركي للهجوم علينا وكنا على السطح نشتبك معهم والبقية موزعون في الدور القريبة من المزار
هاجمت قوة من داعش قرية كابارا في الساعة الخامسة من يوم الأحد 12 / 4/ 2015 واشتبكنا معهم من عدة جبهات، كانت ترمي عليهم دوشكة أحادية وعدادوها هم (مجموعة سمو فقير وأبو جوقي) وشارك في هذا الاشتباك جميع المقاتلين ، استمر لخمس ساعات بين الهجوم والمقاومة، كنت مع المقاتلين (ياسر يوسف عادل دخيل و شقيقي خديدا ملحم) فوق سطح القاعة القريبة من المزار
كان معهم بكر ملحم وكانت صيحات المقاتلين تعلو لرفع المعنويات ودب الحماس والحمية وعدم إفساح أي مجال للعدو للاقتراب من المزار، كان شيخ كريم من خانك يلقي قصيدة شيخ حسن لشحن النفوس بالقوة والعنفوان .

التفتُّ يساراً رأيت شخصين داخل المقبرة، حاولت الرمي عليهما لكن أحدهم قال :
– نبارك جهودكم
– من أنتما (أحدهم برتبة نقيب يحمل قناص) ؟
– أصدقاء أمر لواء البيشمركة عيسى زيوي
– خيراً إن شاء الله
– أين كابارا ؟
– ها أنتم الآن في كابارا
– سمعنا مناداة الدواعش يقولون لقد سيطرنا على كابارا
– هذه ليست المرة الأولى التي يدَّعون فيها سيطرتهم على كابارا
التحق بنا قاسم دربو مع مجموعة من المقاتلين من الجهة الشرقية يحملون هاون 60 ملم وار بي جي 7 ، تقدمنا نحو الأمام رغم الرمي الكثيف جداً ولاذ العدو بالفرار بعد مقتل لا يقل عن (20) عنصراً منهم، كما حلقت طائرات التحالف وقصفتهم في جنوب غرب قراج كما مبين في الصورة أدناه

في الصورة أنا وشقيقي بكر وخديدا وشيخ كريم درويش مشكو وحسن ومراد مجو
أسماء المجاميع في كابارا هذا جزء من مقاومتنا لحماية مزار شيخ حسن
1. مجموعة عشيرة الزندينا (النقيب شكر/ شكر ملحم، الياس حجي، خديدا ملحم، الياس حجي، بكر ملحم، سعدون حجو، حيدر الياس) ، أسلحتنا كانت (bkc وقناص وm16 وكلاشنكوفات وفرنساوية قديمة
2. مجموعة جاسم كلوكا ومعه أبناء رشو مطو ، أسلحتهم (bkc وكلاشينكوفات)
3. مجموعة كوركوركا بأمرة خلو مهمد وقرو عمركو(فقط كلاشنكوفات)
4. مجموعة أبي جوقي وسمو فقير (bkc وام 16 وكلاشنكوفات)
5. هناك أشخاص آخرون يساندوننا في حال تعرضنا للهجوم مثل درويش مشكو وبركات سنمي
6. أما المجموعة الموجودة في حسيم قنديل وردية هم (علي الياس خلف، قوال حسنو قاسم، سعيد صالح قاسم، ماجد بركات جردي، عيدو حسنو، عمر شمو (كلاشنكوفات)

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق