حكايات زمان

“توحيد مجدي” يروي كيف وضع صورة الرئيس مبارك في قلب السفارة الإسرائيلية؟

بعنوان أشرف ذكريات العُمر، روى الكاتب الكبير توحيد مجدي أحد أهم المتخصصين في الشأن الإسرائيلي ليس في مصر فحسب بلس في الشرق الأوسط كله قصة جديدة كان هو بطلها وهي باختصار كيف أصر على وضع  صورة الرئيس مبارك في قلب السفارة الإسرائيلية.

وعن هذه القصة قال: عملت ولي الشرف خلال الفترة من عام 1986 حتى عام 1990 كأصغر مُراقب مصري الجنسية على تنفيذ بنود بروتوكول التعاون الثقافي الموقع بين مصر وإسرائيل عام 1982 ضمن الملاحق المُرتبطة باتفاقية السلام الموقعة بالعاصمة الأمريكية واشنطن بتاريخ 26 مارس عام 1979.

وأضاف: ولأن الرسميات تُلزمني حتى بعد مرور هذه الأعوام حماية البيانات الرسمية أكتفى بسرد وقائع حقيقية بعيدة عن الرسميات لكنها شرف لي لو تعلمون عظيم فعندما تسلمت عملي وجدت صور قادة إسرائيل السياسيين والعسكريين تملأ أروقة المكاتب الإسرائيلية التي أشرفت عليها في نطاق صلاحيات وظيفتي في قلب وطني الغالي مصر.

وتابع: لذلك قررت بعقلية الشاب بعيداً عن الدبلوماسية وليكُن ما يكُن رفع صورة الرئيس (مُحمد حُسني مٌُبارك) رئيسي في قلب مكاتب السفارة الإسرائيلية بالقاهرة ثُم بحثت بنظري لأيام عن المكان المُلائم للصورة لتكون مُلهمة وحاضرة أمام ضمائر أفراد الأمن السري التابع لأجهزة الأمن المصرية كي يتذكر هؤلاء الأفراد البُسطاء دائماً بكوننا مصريين في مهام وطنية ورسمية لكن على أراض إسرائيلية وأن ولائنا الأوحد هو للسيادة وللوطن مصر.

واستطرد في حديثه قائلا: حتى عثرت على نقطة مُناسبة بنطاق أشرفت عليه عناصر الأمن السري المصري كيلا نستفز الدبلوماسيين ورجال الاستخبارات الإسرائيلية بما أُخطط له وكان أن أدخلت معي بتلابيب ملابسي صورة الرئيس المصري مع العلم المصري وقُمت بتعليق الصورة في غياب الأمن الإسرائيلي ووضعت إلى جوار مكتب الأمن السري المصري علمنا الغالي.

وواصل حديثه: وكانت المُفاجأة المُدوية التي لم ينساها لي أبداً السفير الإسرائيلي (شيمعون شامير) صورة الرئيس مُبارك تسبق صور زُعماء إسرائيل بمكاتب السفارة الإسرائيلية ثُم العلم المصري مرفوعاً جوار مكتب الأمن السري المصري وعندها انقلبت الدُنيا لكن ورطة الأمر الواقع دفع القرار الإسرائيلي إلى عدم التدخُل لنزع صورة الرئيس المصري مع العلم المصري خشية أن يبلغ الأمر الرئاسة المصرية فتتحول الواقعة الشخصية إلى مُشكلة سياسية كبيرة بعدما خافت تل أبيب من ردة الفعل السياسية والأمنية المصرية وهكذا نجحت خطتي.

وقال: في الصورة التي ترونها عُنصر من أشرف وأغلى وأعز عناصر الأمن السري المصري الذين عملوا معي بتلك الفترة العزيزة من مسيرتي المهنية كان فلاحاً مصرياً بسيطاً لكنه أبهرني بعزة نفسه ووطنيته ومدى تدريبه العالي وحرفيته البالغة ومع أنه كان فقيراً لكنه بالحقيقة كان أغنى وأشرف من عملت معهم طيلة حياتي.

وأضاف: الصورة بعدما علقت صورة الرئيس مُبارك ورفعت العلم المصري أُمسك بملابس (..) وأنا أضحك بشدة على ما فعلته كشابٍ مصري مسؤول بأعتى الدبلوماسيات الخبيثة وكُنا نضحك بسبب تعابير وجوه عناصر الأمن الإسرائيلية الذين شعروا أنهم خُدعوا وأوصي كما ترون عُنصر الأمن السري المصري بحماية صورة الرئيس مُبارك والدفاع بحياته عن علم مصر وأن يُبلغني بأي ساعة ليل نهار بأي مُحاولة إسرائيلية لنزع وطنيتنا المصرية التي زرعناها في قلب السفارة الإسرائيلية بالقاهرة.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock