ملاعب

تعرف على أشهر عداوات كرة القدم التي خلفتها الحروب السياسة

كتب: هيثم سعيد

على مدار الأزمنة والعصور وقف التاريخ شاهدًا ومدونًا لأغلب الصراعات السياسية التي افتعلها بنو البشر، وأثرت على كل شئ داخل نطاق الدولة أو خارج جغرافيتها، وكان لها بالغ الأثر في الشئون الخارجية والعلاقات الدولية بين مختلف دول العالم.

فإذا كانت الشئون السياسية مؤثرة إلى حد كبير في العلاقات الدولية، فالحال ينتقل بالتبعية إلى كرة القدم وتنشأ عداوات كروية ملتهبة سواء بين الأندية أو المنتخبات.

وفي هذا الجانب، نبدأ الحديث والحصر ونستعرض أشهر عداوات كرة القدم ذات الخلفيات السياسية.

_ ريال مدريد x برشلونة

برشلونة وريال مدريد
برشلونة وريال مدريد

تعد العداوة الرياضية بين ريال مدريد وبرشلونة هي الأشهر والأكبر على الإطلاق، ليس لكونهما متنافسان دائماً على الألقاب في إسبانيا أو باعتبارهما الأقوى عالميًا.
ولكن جذور هذا العداء تعود إلى الخلفيات السياسية بين إقليم كتالونيا الذي يمثله فريق برشلونة، ومدريد عاصمة الدولة الإسبانية.
ويوماً بعد الآخر تتسع الفجوة بين الحكومة الإسبانية في مدريد وإقليم كتالونيا، متزامنة مع دعوات الإنفصال التي يدعوا لها أبناء الإقليم، وسعيهم الدؤوب إلى تحقيقه حتى بات حلماً يراود كل من ينتمي لكتالونيا.
ووصل الأمر إلى الدعوة لاستفتاء جماهيري لأبناء إقليم كتالونيا من أجل الإنفصال عن إسبانيا، وكانت النتيجة النهائية أكثر من 90 % صوتوا لصالح الإستقلال، ولكن لم تعترف الحكومة الإسبانية بهذا.
وانتقل هذا الصراع السياسي بين إقليم كتالونيا والدولة الإسبانية إلى أرض الملعب، بين برشلونة أكبر أندية الإقليم والداعم الرئيسي لفكرة الإنفصال، وبين ريال مدريد إبن العاصمة الإسبانية مدريد.

إقرأ أيضًا.. انخفاض نسب الكراهية ومعدلات الجريمة منذ انضمام محمد صلاح إلى ليفربول

_ برشلونة x إسبانيول

شعار كتالونيا
شعار كتالونيا

في هذا الصراع المرير الذي يسلكه أبناء إقليم كتالونيا، من أجل الإنفصال عن إسبانيا ويدعمه بقوة فريق برشلونة وأعلن عن ذلك مراراً، يأتي القطب الثاني لفرق الإقليم.
إسبانيول هو القطب الثاني لفرق إقليم كتالونيا، لكن مشجعيه وأنصاره يقفون ضد استقلال الإقليم ويشجعون الحكومة الإسبانية ضد الكتالونية، ولذلك يسمى بين جماهير برشلونة بـ”الإبن العاق”، ويظهر هذا الكره الشديد أثناء مباريات الفريقين.

_ البرازيل x الأرجنتين

البرازيل والأرجنتين
البرازيل والأرجنتين

هو أقوى وأكبر الديربيات بين المنتخبات في العالم فهم من قادة كرة القدم، ويعود العداء الكروي بينهما إلى العشرينيات من القرن التاسع عشر، أي قبل ظهور كرة القدم، بسبب الحرب التي اشتعلت بين البلدين والتي تعرف بـ”حرب كيسبلاتين”.
وفور توقف الحرب بين البلدين بدأت كرة القدم في الانتشار، وكانت الدولتان من الأوائل في مهد الساحرة المستديرة لينتقل العداء السياسي بين البلدين إلى كرة القدم داخل المستطيل الأخضر.
وتنافس المنتخبان الكبيران على انتاج أفضل لاعبي التاريخ مثل “بيليه، مارادونا ، ميسي، رونالدو” وغيرهم الكثير.

_ ليفربول x مانشستر يونايتد

ليفربول ومانشستر يونايتد
ليفربول ومانشستر يونايتد

أحد أشهر العداءات الكروية عبر التاريخ، وأكثرها كراهية على مستوى العالم.
الصراع والعداوة التاريخية بين الفريقان العريقان بدأ أول الأمر بعيدا عن الرياضة، وتحديدا كانت البداية في القرن التاسع عشر، حيث كانت مدينة ليفربول متقدمة إقتصادياً بسبب مينائِها البحري الشهير، وجارتها مانشستر تزدهر فيها الصناعة.
وفجأة قرر أهالي مدينة مانشستر أن يشقّوا قناة مائية لترسو فيها السفن التجارية عوضاً عن الذهاب إلى ميناء ليفربول، وبالفعل تم افتتاح قناة مانشستر الملاحية عام 1894.
واتخذت السفن التجارية القناة الملاحية الجديدة مرسا لها، مما تسبب في خسائر اقتصادية فادحة لمدينة ليفربول، وارتفعت نسبة البطالة والفقر مما أغضب الأهالي بها وجعلهم يتخذون من مدينة مانشستر وأبنائها أعداءا لهم.
ووصل الأمر إلى أن قام الأهالي بمدينة ليفربول بكتابة إسم “مانشستر” على أغطية الصرف الصحي داخل المدينة.
ورويداً وصلت العداوة والكراهية بين المدينتين إلى الرياضة، واستمر العداء التاريخي والصراع الكروي بينهما إلى الآن، حتى وصلت منافسة العدوين إلى التسابق في حصد الألقاب فأصبحوا أكثر الفرق الإنجليزية حصولاً على بطولات، مانشستر يونايتد برصيد 45 بطولة، يليه ليفربول بـ 44 بطولة.

_ يوفنتوس x نابولي

يوفنتوس ونابولي
يوفنتوس ونابولي

أصبحت إيطاليا دولة موحدة، لكن العداء الذي خلفته الحروب التاريخية قديماً بين مملكتي الشمال “تورينو” والجنوب “نابولي”لم يتوقف حتى الآن، لتُصبح كُرة القدم جزءاً من هذا الصراع السياسي الكبير والتاريخي بين المملكتين.
يظهر هذا الصراع التاريخي عند مواجهات نابولي إبن مملكة الشمال ضد اليوفنتوس إبن مملكة الجنوب، من خلال الهتافات المعادية التي يطلقها جمهور الفريقين، أو عبر اللافتات المهينة التي تملأ جنبات الملعب.

إقرأ أيضًا.. محمد السعيد أوكا.. قصة حارس المرمى الشاب الذي تألق أمام ريال مدريد فطرده الزمالك

_ إنجلترا x المانيا

إنجلترا وألمانيا
إنجلترا وألمانيا

كانا الإنجليز والألمان عبر التاريخ وجهاً لوجه في مختلف الصراعات السياسية والجغرافية، وهو ما تجلى بقوة إبان الحرب العالمية الثانية وكانتا قوتان عسكريتان ضد بعضهما.
هذا العداء السياسي بين الدولتين لم ينتهي إلى الآن ولازالت آثاره داخل قلوب الشعبين، وانتقل إلى المنافسات الرياضية بينهما ويظهر ذلك جلياً مع كل مواجهة بين المنتخبات أو الأندية.

_ المانيا x هولندا

Netherlands vs Germany
Netherlands vs Germany

بداية العداء بين البلدين كان إبان الحرب العالمية الثانية، وعندها احتل الجيش الألماني الأراضي الهولندية أثناء الحرب الضروس.
وبعد انتهاء الحرب أصبحت الدولتين من كبار المنتخبات في العالم على مستوى كرة القدم، وانتقل العداء السياسي الذي خلف حرباً شرسة إلى الساحرة المستديرة.
وعادة ما تشهد مباريات الفريقين منافسة شرسة تصل إلى حد العنف والخشونة في بعض الأحيان، كما حدث في اللقاء الذي جمعهما خلال كأس العالم “إيطاليا 1990”.

إقرأ أيضًا.. حكاية بطولات مصرية في الملاعب الأوروبية.. “رمزي” يقص الشريط.. “النني” الأكثر تتويجًا و”صلاح” يحصد الأغلى

_ إنجلترا x اسكتلندا

إنجلترا واسكتلندا
إنجلترا واسكتلندا

يذكر التاريخ أن الإنجليز احتلوا الأراضي الأسكتلندية ودارت حول هذا الإجتياح الإنجليزي العديد من الأفلام السينمائية وخلدت تلك القصص، وكان أشهرها على الأطلاق فيلم “القلب الشجاع” بطولة الممثل العالمي ميل جيبسون.
ويطلق أبناء اسكتلندا على أنفسهم “المحاربين” من أجل الحرية التي سلبها منهم الإنجليز حسب وجهة نظرهم، وبالطبع طالما يحكي التاريخ ذلك فلابد أن ينتقل هذا العداء إلى الرياضة.
ودائماً ما تشهد مباريات منتخبي إنجلترا واسكتلندا قتالاً وصراعاً شرساً وتنافسا شديدا، ويحتفل الاسكتلنديون بطريقة مميزة حين ينجحون بهزيمة إنجلترا في أي مباراة حتى ولو كانت ودية.

_ باريس سان جيرمان x موناكو

باريس سان جيرمان وموناكو
باريس سان جيرمان وموناكو

بعد فترات من الشد والجذب وصلت إلى الاشتباكات بين إمارة موناكو والدولة الفرنسية، نجحت أخيراً الإمارة الصغيرة في الاستقلال عن الحكم الفرنسي وباتت دولة مستقلة ذات سيادة حرة على كامل أراضيها.
إلا أن نادي موناكو الذي يمثل الدولة الصغيرة التي نشأت حديثاً، اختار طواعية اللعب في البطولات المحلية الفرنسية، ويعتبر من كبار الأندية داخل المسابقات الفرنسية الرسمية.
وبالطبع انتقل العداء السياسي على خلفية الاستقلال إلى الرياضة وكرة القدم بالتحديد، ويظهر ذلك جلياً عند مواجهات موناكو ضد إبن العاصمة الفرنسية الأكبر باريس سان جيرمان.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق