حكايات زمان

تاريخ دموي مؤسف لمكان تصوير “رامز في الشلال”

حكاية: محمد أمير

تخيلوا معايا كدة..

المكان اللي صور فيه رامز جلال السنادي برنامج المقالب بتاعه “رامز في الشلال” واللي شبة خريطة sanhock في بابجي هي جزيرة بالي في اندونيسيا، مكان خلاب جدا ومعروف علي خريطة السياحة العالمية، بس نفس المكان ده بالظبط من ١٠٠ سنة وشوية شهد اكبر حادثة انتحار جماعي اتسجلت في القرن العشرين.

في نفس المكان ده في الجزيرة يوم ٢٠ سبتمبر سنة ١٩٠٦م، القوات الهولندية اللي جت من جزر الهند الشرقية راحت عشان تحتل الجزيرة دي زي عادة المستعمر يعني، ولكنهم مكانوش عارفين ان اهل الجزيرة بالقرى اللي فيها كلها مؤمنين بطقس اسمه الPuputan او البوبوتان،

– الطقس ده معناه “الانتحار بشرف بدلا من الاستسلام لذل العدو”

المهم، لما القوات قربت من دينباسار “المكان اللي بيصور فيه رامز جلال” ، سمعوا صوت طبول وشافوا دخان ونار جاية من بعيد، ولقوا سكان القرية كلهم والكهنة كلهم لابسين لبس الجنازة بتاعتهم “الابيض” اللي بيحرقوا بيه جثث الميتين، وجايين في مسيرة ضخمة بعيالهم وستاتهم ولابسين مجوهراتهم كلها، وبيقربوا علي القوات، وبيتقدم المسيرة دي حاكم القرية الامير “راجا” شايله اربع كهنة علي كرسي الحكم، والطبول شغالة.

القوات الهولندية استعدت ورفعت البنادق تحسبا لاي خطر، فا لما الحشود دي قربت وكانت علي بعد ١٠٠ خطوة بس من القوات الهولندية، الكهنة اشاروا للمسيرة تقف، ونزل الامير راجا وبص للكاهن وغمض عينه، قام الكاهن رازعه بخنجر في قلبه، ودي كانت الاشارة،

فجأة، كل السكان قلعوا مجوهراتهم وفلوسهم الدهب ورموها علي الجنود كنوع من السخرية، وبدأوا يقتلوا في بعض، متخيل اكتر من الف واحد وواحدة وطفل بيقتلوا في بعض بكل استسلام، والقوات قاعدة بتتفرج لحد ما كل سكان الجزيرة قتلوا بعض والجثث بقت بالكوم، وده حصل تقريبا في كل القرى اللي في المكان،

القوات الهولندية اتفاجأت باللي حصل، ودخلوا بعد كدة القرى دي لقوها مهجورة مفيهاش فرخة شاردة حتى، وكل البيوت بما فيها قصر الملك المحلي محروق وخربان، السكان قبل ما يبدأوا الطقس ده حرقوا المكان كله اللي هوا يا احنا يا مفيش، وملقتش القوات حد عشان حتي تشتبك معاه، ١٠٠٠ واحد انتحروا سوا كدة وسط الطبيعة الخلابة دي.

اليوم ده بيسموه هناك Badung Puputan وهو عيد قومي لبالي، بيعيدوا احتفاله وتمثيله كل سنة كدليل علي مقاومة السكان للاحتلال وبيتعمل مهرجان سنوي بيحضره السياح هناك، عند النصب التذكاري للموتى اللي اتعمل في الخمسينات في بالي.

لك ان تتخيل الفنان وهو بيهزر وبيصرخ في رامز اللي ازاي يعمل فيا المقلب البشع ده اوه لالا وواقف في نفس المكان اللي شهد انتحار وبحور دم عدد يتجاوز ال١٠٠٠ روح في لحظات عشان مقاومة الاحتلال الاوروبي، خيال والله.

شكرا.

المصادر :

Badung Puputan – 1906

 

PERANG PUPUTAN BADUNG 20 SEPTEMBER 1906

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق