مقالات

عودة الأب الروحي.. عن “عبد الحليم قنديل” أتحدث

لم أعتد كتابة المقالات فأنا لا أرى نفسي بارعا فيها ولا أحبها لأني لا زلت لا أملك الرأي الذي يستحق أن ينشر أو من الممكن أن يؤثر على جمهور القراء، ولكن عندما أعرف أن اليوم قد صدر قرارا بالعفو الرئاسي عن الأستاذ والدكتور عبد الحليم قنديل رئيس تحرير صوت الأمة فلابد أن أكتب فرحا بعودة أستاذي الذي لن أنسى أفضاله في تكويني كصحفي.

 البعض ينتظر مني مقالا أتكلم فيه عن تاريخ الدكتور عبد الحليم، ولكني لن أكتب في التاريخ بل سأكتب شهادتي على هذا الرجل الذي عملت معه عن قرب لما يقرب من ٣ سنوات، ومن هذه القصة تستطيعون أن تعرفوا حاضر هذا الرجل العظيم الذي لا يقل عظمة عن تاريخه.

بدأت قصتي مع صوت الأمة في نهايات سبتمبر عام ٢٠١٥ وفي بدايات أكتوبر عندما طلبت من زميلي الصحفي مصطفى الجمل أن انضم للجريدة فسرعان ما رحب ونسق لي موعدا مع الدكتور عبد الحليم.

كنت متوترا جدا فقد كان الدكتور متوهجا في هذه الفترة، فضائيات، ولقاءات، لما لا؟ وقد كان أحد الأقلام التي دعمت ثورة ٣٠ يونيو ضد دولة الإخوان، وفي الوقت الذي كنت أبحث به عن مدخل يكون بداية حديثي مع هذه القامة الصحفية الكبيرة فاجئني هو وبدأ الحديث وأشاد بموضوع لي كنت قد أرسلته قبلها ولم ينشر لبعض النقاط الهامة الذي شرحها لي بشكل مفصل رغم وقته الضيق جدا، وبعدها بدأ يحدثني عن السياسة ورجالها وتاريخها ومعلومات دقيقة وهامة جدا تساعدني على عملي في الجريدة فشعرت اني لم افتح باب مكتب رئيس تحرير جريدة أسبوعية كبرى بل مكتب موسوعة بشرية متنقلة وجهاز تكنولوجي على أعلى مستوى يقيس جودة الموضوعات الصحفية ويكشف الجيد منها والسيء.

كانت هذه الزيارة الأولى لي له ولم تك الأخيرة حيث أصبحت أتردد على مكتبه لأنهل من علمه وخبرته مثلي مثل كل زملائي الذين كانوا يتعاملوا مع هذا الرجل كأب لهم ليس فقط كرئيس في العمل.

وبالفعل تألقت صحفيا في عهده وأصبحت تلميذا في مدرسته ذات اللمسات المميزة في الصحافة وظللت أكتب وأكتب فقط لأنال استحسانه على أمل أن أكون يوما مثله في قوة قلمه.

وكما أن اليوم من أسعد أيام حياتي لاقتراب خروجه من سجنه فإن يوم القبض عليه كان من أحزن أيام حياتي فهو أستاذ ومعلم لجيل من الصحفيين.

تختلفم معه أو تتفق فهو من عباقرة الصحافة وعظماءها، ومن الأسماء الصحفية التي سيخلدها التاريخ.

أهلا بك دكتور عبد الحليم قنديل وسط أبناءك وتلاميذك.. وان كنت تظن أن القلم قد جف والصحف   قد رفعت في بلاط صاحبة الجلالة .. فهديتي لك فور لقاءي بك ستكون قلم جديد وصحف جديدة لتملأها بكتاباتك وتحليلاتك.

حمد الله على السلامة يا دكتور

الصحفي : أحمد الجدي

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق