مقالات

الصفقة المخزية والظالمة! دكتور محمد بني هاني

الصفقة المخزية والظالمة! دكتور محمد بني هاني

أتألم وأتذكر كم كان المشوار الفلسطيني صعب ومؤلم لكل إنسان عايش القضية الفلسطينية وتنفسها على مدار السنوات الطويلة الماضية.
اريد ان اروي لكم قصة قديمة من أيامي الأولى في امريكا لها علاقة بصفقة القرن، وعندما كان العالم مختلف نوعا ما.
تحدثت لمجموعة من الأمريكان وبدعوة منهم والذي يلتقون مرة بالأسبوع في احدى الفنادق يتناولون وجبة الإفطار ويتحدثون أو يستمعون لقضايا فكرية مختلفة، وسميت هذه المجموعة المتفائلون (The Optimists). كانت المجموعة تضم اكثر من ٦٠ رجل من اصحاب القرار في المدينة يلتقون على السابعة صباحًا يتناولون وجبة الإفطار ويستمعون الى قضايا مهمة! وهذه المرة كان الموضوع عن القضية الفلسطينية.
لم يكن هناك بوربوينت في ذلك الوقت ولكني حضرت طويلا جملة ابدأ بها حديثي:

“صباح الخير. أنا سعيد ان أكون معكم اليوم وأريد ان أقول من البداية بانني سأتحدث لكم عن القضية الفلسطينية من وجهة نظر الفلسطينين، ولن أتطرق لوجهة نظر الاسرائيلين. أما إذا اردتم ان تعرفوا عن وجهة نظر الاسرائيلين فما عليكم الا ان تقرأوا مجلة التايم والنيوزويك وجرائدكم اريدكم ان تعرفوا ان الفلسطينين قد ظلموا ولم يسمع وجهة نظرهم الغرب الديمقراطي بل ان جزء كبيرًا من الظلم الذي وقع عليهم كان سببه امريكا. وأنا سعيد بأن أكون في هذا البلد الجميل والذي فيه أستطيع ان أقول ما قلت دون خوف أو تردد.”

عبارتي لفتت انتباههم كثيرا وشعرت باستعدادهم لي ولما اريد ان أقول. كان محور حديثي لهم عن الألم الذي عاشه الفلسطينيون خارج فلسطين وبشكل خاص الأثر الكبير الذي خلفه الاحتلال ونزوح اللاجئين الفلسطينين الى الدول المجاورة، حيث زعزع الاستقرار في هذه الدول ومن بينها الأردن وبنفس الوقت عاش الفلسطينيون الفقر والتشرد بكل مكان، لذلك عودة اللاجئين الفلسطينين الى ارضهم وبيوتهم أساسي ومهم لاستقرار المنطقة وتقدمها بالإضافة الى انها قضية حقوق وانسانية!!
الافتراض في هذا المنطق ان أمريكا يهمها مصلحة الآخرين ويهمها امن العالم وسلامه، هكذا علمونا بالجامعة. بعد حديثي امتدت الأسئلة والمناقشة لوقت اطول مما كان محددا.

بعد هذه الحادثة اشتركت بمحادثات كثيرة عن القضية الفلسطينية بل درستها. وفي كل مناسبة شعرت بان الحضور داعم للفلسطينين وحقهم في العودة ولكن ولسوء الحظ هذا الدعم لا يجد طريقه لأصحاب القرار الذين يسمعون فقط الجهة الاسرائيلية، والتي وللأسف انتهت بصفقة القرن المخزية والظالمة.
وجهة نظر اسرائيل مغروسة في الثقافة الأمريكية المرئية والمكتوبة وربما هذه هي اكثر من نصف المشكلة، وتصرفات ترمب لها قاعدة انتخابية كبيرة، انتخابية وليست شعبية!! التحيز الأمريكي لإسرائيل وضد الفلسطينين واضح ومنذ زمن طويل وكل المحاولات لتغيير هذا الواقع وخاصة بالمنطق بائت بالفشل. وغير المنطق أنا لا اعرف اسلوبا آخر يمكن ان يكون مثمراً!

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق