مقالات

أمنيات ربما عبثية! دكتور محمد بني هاني

أمنيات ربما عبثية!
دكتور محمد بني هاني

في بداية العام الجديد هناك هموم شخصية كثيرة أفكر بها ولكن الهموم العامة تصبح أهم من الشخصية كلما كبرنا بالسن. من هذه الأمنيات العامة أمنيتين أفكر بهما بخجل.
الأولى المزيد من اهتمام الإنسان الأردني بالمصلحة العامة بحيث يضع الموظف والمعلم والوزير وكل إنسان الوطن نصب عينيه بالدرجة الأولى. أحياناً كثيرة لا ندرك معنى العمل من أجل المصلحة العامة. هذا الأمر يختصر علينا الكثير ويحل كثير من مشاكلنا الشخصية لأنه عندما نوفر البيئة المناسبة ونعمل على بناء الوطن نعالج وبطريقة غير مباشرة مشاكلنا الشخصية ونسهل الحياة على أنفسنا وعلى أبناءنا الذين نحاول جاهدين خدمتهم. بناء شارع بشكل صحيح وأبدي أو بناء مستشفى ممتاز لمعالجة الأطفال والمسنين والفقراء أو مدرسة حكومية مجانية ممتازة، هذه فقط أمثلة بسيطة على أهمية العمل من أجل المصلحة العامة.

أما القضية الثانية استقامة القضاء وهي بالتأكيد جزء من الأولى. لا يشعر الإنسان بالراحة في بلده إذا تسرب إلى ذهنه أن القضاء غير عادل وإذا حصل معه شيء لا سمح الله يمكن أن يظلم بسهولة وخاصة إذا كان خصمه صاحب مال أو نفوذ. كم هو مؤلم أن يشعر الإنسان أن البلد الذي عاش وتربى فيه وعمل والده بالجيش أو التعليم أو الزراعة مثلا لا ينصفه وبسهولة يمكن أن ينقلب عليه. أعتقد أن هذا ما يسمى بعدم الأمان.

في بداية هذا العام أتمنى إخلاصاً أكبر نحو المصلحة العامة، وأتمنى قضاء عادلاً أكثر يشعر معه الفرد أنه يستطيع أن يحصل على حقه في بلده ولن يخاف أن يظلم! هذه أمور يجب أن تكون من أبجديات أي دولة والحديث عنها كان منذ أفلاطون. هل هي فقط أحلام عبثية؟
كل عام وانتم بخير!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق