مقالات

روشتة للتعامل مع تخريب الأطفال للأشياء

محمد محمود حبيب
يمثل التخريب عند أطفال الروضة أو مرحلة الطفولة المبكرة، التي تبدأ غالبًا من 2 – 6 سنوات أحد السلوكيات المهمة والملفتة للانتباه في حياتهم، وهذا السلوك العنيف إذا لم يديره الوالدان والمربون إدارة حكيمة لا شك سيكون أحد الجذور المكونة للعنف عند هذا الطفل عندما يكبر وبالتالي يصبح سلوكًا متطرفًا.
وينبغي أن نعى أن سلوك التخريب لا ينشأ بقصد التخريب أو سوء النية بل ينشأ نتيجة عدة أسباب تقف خلف هذا السلوك؛ منها رغبة الطفل فى التعرف على الأشياء الموجودة أمامه من قبيل حب الاستطلاع، فأحيانًا يشعر الطفل بمتعة وسعادة عند تكسيره وتحطيمه للأشياء لأنه اكتشف حالة جديدة غير نمطية بالنسبة له، أو محاولة التطلع لمعرفة الشيء المخفي في الأشياء التي لا يملكها فى الدواليب والأدراج من باب إثبات الوجود والسيطرة على البيئة المحيطة حوله، أو محاولة لفت الانتباه نتيجة ملاحظته الاهتمام الزائد للكبار بأشياء أخرى أو بأحد من أخوته، أو نتيجة الغضب من صاحب هذا الشىيء فيلجأ لمحاولة الانتقام منه، وقد تكون لأمور أخرى عارضة كالتأفف من ضيق المكان أو لسبب طبى يدفعه لفعل ذلك الأمر.
ولا مفر من الاهتمام بتعديل هذا السلوك، فمن الخطأ رضا الآباء والأمهات بالأمر وكأنه أمر واقع، فغالبا يتضجر الوالدان من هؤلاء الأطفال ويتعصبون عليهم، وأقصى ما يفعلوه هو إزاحة الأشياء الثمينة من أمامهم، لكن هناك حلول أخرى ناجعة ومجربة من خلال تجربتى وعملى كمدرب تنمية بشرية متخصص فى تعديل سلوكيات الأطفال، ومنها لابد من دراسة ومعرفة أسباب التخريب، وهل هو تخريب متعمد أو او غير متعمد أم هو تخريب متهور أو غير متهور أم فضولى، وكذلك الاهتمام بالمشاعر والأحاسيس تجاه الطفل وأخوته وأن تكون باعتدال وبلا تدليل فغالبا الغيرة تأتى نتيجة تناقص وتراجع التدليل بالطفل، فليس التدليل مفيد مطلقًا ولا يكون كون الطفل أصغر الأطفال أو فقدانه أحد والديه أو حرمان أحد الوالدين العيش الرغيد وهو صغير مبررًا لتدليل طفله، بل أضرار التدليل أكثر من فوائده والأفضل منه الرعاية والاهتمام المعتدل وتوفير كل المطلوب دون تدليل، وكذلك يجب توفير أماكن وأدوات للعب تنمى الذكاء والمهارات وتوفير بدائل رخيصة كورق للكتابة عليه بدلًا من الكتابة على الحوائط، وهواتف غير حقيقية مع إفهامه أنه عندما يكبر سينال تليفونا حقيقيا، ومن أهم وسائل الوقاية والعلاج الابتعاد عن كثرة توجيهه وتنبيهه بعدم الاقتراب من الأشياء حتى لا يفقد الثقة فى إمكاناته، وحتى لا يقوم بالعناد بل بالتحاور معه لتوضيح أسباب ذلك، وآخر حل يمكن عرضه على الطبيب إذا اقتضى الأمر ذلك لمعرفة هل هناك سبب طبى لهذا العنف والتخريب أم لا؟

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق