حكايات زمان

من ينقذ رأس الفرعون توت عنخ أمون قبل أن تضيع إلى الأبد؟

(الرحلة التي لن يعد منها الفرعون الشاب)

بقلم: إيمان عصام

تُصدَم عندما تذهب إلى الموقع الرسمي الخاص بدار CHRISTIE`S للمزادات للتأكد من مصير رأس الفرعون الشاب توت عنخ أمون لتجد أنها ستعرض في مزاد علني بلندن اليوم الخميس 4 يوليو 2019م، أي بعد ساعات من كتابة هذا المقال، ذلك الوقت الذي بعده ستختفي هذه الرأس إلى الأبد حيث ستصبح رسمياً ملك لشخص آخر وليس لتاريخ وطن كامل، وسط لا مبالاه ممن عرضوها في هذا المزاد لما قامت به وزارة الآثار والنيابة العامة المصرية من جهود في إرسال مذكرة قضائية إلى بريطانيا لوقف بيع رأس تمثال الملك توت عنخ أمون واستردادها وفقاً لقوانين حماية الآثار المصرية والاتفاقيات الدولية.


وتنسب الرأس للفرعون الشاب توت عنخ أمون (1333 ق.م -1323 ق.م)، أحد حكام أعظم الأسر المصرية القديمة، والمعروفة بالأسرة الثامنة عشر وفقاً لتقسيم مانيتون. ويبلغ ارتفاع هذه الرأس 28.5 سم، وهي جزء من تمثال جالس في الأصل مع وجود دعامه من الخلف، يندمج فيه الملك توت عنخ أمون مع الآله أمون مؤكداً على اختفاء العبادة الآتونيه وعودة عبادة الإله أمون. ومما يؤكد أن الرأس تُمثل اندماج الملك توت عنخ أمون مع إلهه، وجود بقايا تاج الإله أمون، والذي دائماً ما تميزه الريشتان، وملامح الوجه التي يملؤها حيويه الشباب ووقار الآلهه، والنحت الدقيق لكل تفصيله صغيرة من تفاصيل ملامح ذلك الوجه، وكان من المفترض أن تنتهي بذقن الآلهة ( وهي ذقن تأخذ الشكل المعقوف) ولكنها حالياً مهشمه.

ولم تكن تلك الرأس من القطع التي عثر عليها عند اكتشاف مقبرة الفرعون توت عنخ أمون عام 1922م، ولكن من المحتمل أنها وجدت في أحد معابد منطقة الكرنك، وذلك كونها مصنوعة من الحجر، بالإضافة إلى تصوير الفرعون الشاب في هيئة الإله أمون رب طيبة.

وتعرض دار CHRISTIE`S بلندن ضمن دعايتها الترويجية حول رأس الفرعون توت عنخ أمون رحلتها الطويلة عبر أوروبا وتفاصيل انتقالها بين المجموعات الخاصة، والتي بدأت بالظهور ضمن في مجموعة الأمير ويليام ثورن منذ عام 1960م، ثم انتقلت إلى فيينا وحصل عليها جوزيف ميسينا ، جاليري كوكوريان وشركاه عام 1973/1974م، ومكثت فيها ما يقرب من 10 سنوات إلى أن وصلت كلاجنفورت في النمسا، فكانت من نصيب Arnulf Rohsmann عام 1982/1983م، لتستقر بعدها في ألمانيا عندما وصلت ميونيخ لتكون مع Heinz Herzer عام 1985م، ثم لتنتقل إلى مجموعة تعرف ب Resandro.

واستمر بها الترحال إلى أن استقرت في دار CHRISTIE`S لتعرضها للبيع في مزادها بلندن الخميس 4 يوليو 2019م. ومن المتوقع أن يصل سعر رأس الفرعون الشاب في هذا المزاد إلى مبلغ 4 مليون استرليني، وهو ما يقل عن القيمة الحقيقة لتلك الرأس فهي لا تقدر بمال.

ويؤكد ظهور هذه الرأس في مثل هذا التوقيت أن الملك توت عنخ أمون سوف يظل محل جدل عبر التاريخ وسوف يُكتشف عنه الجديد كل يوم، ودون سابق إنذار.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق