حكايات زمان

بالتزامن مع ذكرى الحكم على الزعيم الأفريقى «مانديلا» بالسجن مدى الحياة.. «الحدوتة» تروى حكايته

كتبت: سو محمد

فى مثل هذا اليوم منذ عام 1964م، أصدر الحكم على الزعيم الأفريقي نيلسون مانديلا بالسجن مدى الحياة، وترصد “الحدوته” نبذه عن حياته بالتزامن مع هذه الذكرى:

ولد مانديلا في 18 يوليو 1918م، في قرية مفيتزو، بمقاطعة أوماتاتا بجنوب أفريقيا، أطلق عليه أسم “وليهلاهلا”، ويعني (نازع الأغصان من الشجر) أو بالعامية “المشاكس”، وبعد مرور سنوات أصبح يعرف باسم عشيرته، ماديبا، حيث كان أحد أجداده من جهة والده، نغوبنغوكا حاكماً لشعب تيمبو في أراضي ترانسكاي بمقاطعة كيب الشرقية الحديثة في جنوب أفريقيا.

وفى ذلك الوقت كان لهذا الملك، ابن اسمه “مانديلا”، و هو جد نيلسون ومصدر لقبه، لأن مانديلا لم يكن سوى طفل الملك من زوجة من عشيرة اكزيبا، أو ما يسمى ب “الفرع الأيسر”، فكان غير مؤهل ليرث العرش، ولكنه اعتبر مستشار الورثة الملكيين، ومع ذلك، كان والده، غادلا هنري مفاكانيسوا، زعيماً محلياً ومستشاراً للملك، تم تعيينه في المنصب في عام 1915، بعد أن اتهم مجلس حكام أبيض سلفه بالفساد.

وفى عام 1926، أقيل غادلا أيضا من منصبه بتهمة الفساد، قيل لنيلسون أنه فقد وظيفته بسبب وقوفه ضد مطالب المجلس غير المعقولة، حيث أنه كان محب للإله “كاماتا”،و كان غادلا متزوج من أربع نسوة، ولديه أربعة أولاد وتسع بنات، يعيشون في قرى مختلفة،وكانت والدة نيلسون “نوسيكا فاني”، هي الزوجة الثالثة، وهي ابنة انكيداما من “الفرع الأيمن”،وعضوا في أمامبفو من عشيرة كوسا.

وفي سنوات مانديلا الأولى، هيمنت على حياته “العادات والطقوس والمحرمات”، وشب مع اثنين من أخواته في مسكن والدته بقرية (كانو)، وكان يرعى قطعان الماشية صبي ويمضي معظم الوقت في الخارج مع أولاد آخرين، كان والداه أميين، ولكن والدته التي اعتنقت المسيحية أرسلته إلى المدرسة الميثودية المحلية، وهو بعمر سبعة سنين، عمد كميثودي، وأعطى معلم مانديلا به اسما إنجليزيا هو “نيلسون” كاسم أول، وعندما كان فى التسعة من عمره، قدم أبوه للعيش معهم في كونو، حيث توفي بمرض لم يشخص، ولكن أعتقد مانديلا أنه من أمراض الرئة،و قال في وقت لاحق أنه ورث من والده “التمرد بفخر” و “إحساس عنيد بالعدالة”.

ثم أخذته والدته إلى”المكان العظيم “، قصر في مكيكزوبي، وكان تحت رعاية الوصي على عرش تيمبو، الزعيم يونجينتابا دالينديبو، ولم يرى أمه مرة أخرى لسنوات عديدة، ورأى مانديلا أن يونجينتابا وزوجته نو-إنغلاند، عاملاه وكأنه طفلهما، بنفس مقام الابن جستيس ، والبنت نومافو.

كان مانديلا يتردد على الكنيسة كل يوم أحد مع الأوصياء، حتى أصبحت للمسيحية مكانة خاصة في حياته، والتحق بمدرسة البعثة الميثودية الواقعة بجانب القصر، حيث درس اللغة الإنجليزية و كوسا والتاريخ والجغرافيا، فأحب التاريخ الأفريقي، من خلال استماعه إلى حكايات الزوار المسنين إلى القصر، وتأثر بالخطاب المعادي للإمبريالية الزعيم Joyi.

أما بالنسبه لعمل نيلسون روليهلاهلا مانديلا، يعد سياسي مناهض لنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وثوري شغل منصب رئيس جنوب أفريقيا 1994-1999، وكان أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا، انتخب في أول انتخابات متعددة وممثلة لكل الأعراق.

ركزت حكومته على تفكيك إرث نظام الفصل العنصري من خلال التصدي للعنصرية المؤسساتية والفقر وعدم المساواة وتعزيز المصالحة العرقية سياسيا، ويعتبر قومي أفريقي وديمقراطي اشتراكي، شغل منصب رئيس المؤتمر الوطني الأفريقي، في الفترة من 1991 إلى 1997، كما شغل دوليا، منصب الأمين العام لحركة عدم الانحياز 1998-1999.

درس مانديلا في جامعة فورت هير وجامعة ويتواترسراند، حيث درس القانون، وعاش في جوهانسبورغ وانخرط في السياسة المناهضة للاستعمار، حيث انضم إلى حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وأصبح عضواً مؤسسا لعصبة الشبيبة التابعة للحزب.

وبعد وصول الأفريكان القوميين من الحزب الوطني إلى السلطة في عام 1948 وبدأ تنفيذ سياسة الفصل العنصري، برز على الساحة في عام 1952 في حملة تحد من حزب المؤتمر الوطني الأفريقي.

كما أنه انتخب رئيس لفرع حزب المؤتمر الوطني بترانسفال وأشرف على الكونغرس الشعبي لعام 1955عمل كمحام، وألقي القبض عليه مراراً وتكراراً لأنشطة مثيرة للفتنة، وحوكم مع قيادة حزب المؤتمر في محاكمة الخيانة 1956-1961 وبرئ فيما بعد.

و كان مانديلا يحث في البداية على احتجاج غير عنيف، وبالتعاون مع الحزب الشيوعي في جنوب أفريقيا شارك في تأسيس منظمة رمح الأمة المتشددة، و في عام 1961، ألقي القبض عليه واتهم بالاعتداء على أهداف حكومية، وفي عام 1962 أدين بالتخريب والتآمر لقلب نظام الحكم، وحكمت عليه محكمة ريفونيا بالسجن مدى الحياة.

مكث مانديلا 27 عاماً في السجن، أولاً في جزيرة روبن آيلاند، ثم في سجن بولسمور وسجن فيكتور فيرستر، وبالموازاة مع فترة السجن، انتشرت حملة دولية عملت على الضغط من أجل إطلاق سراحه، الأمر الذي تحقق في عام 1990 وسط حرب أهلية متصاعدة.
صار بعدها مانديلا رئيساً لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي ونشر سيرته الذاتية وقاد المفاوضات مع الرئيس دي كليرك لإلغاء الفصل العنصري وإقامة انتخابات متعددة الأعراق في عام 1994، الانتخابات التي قاد فيها حزب المؤتمر إلى الفوز.

انتخب رئيساً وشكل حكومة وحدة وطنية في محاولة لنزع فتيل التوترات العرقية كرئيس، أسس دستوراً جديداً ولجنة للحقيقة والمصالحة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في الماضي.

استمر شكل السياسة الاقتصادية الليبرالية للحكومة، وعرضت إدارته تدابير لتشجيع الإصلاح الزراعي ومكافحة الفقر وتوسيع نطاق خدمات الرعاية الصحية دولياً، توسط بين ليبيا والمملكة المتحدة في قضية تفجير رحلة بان آم 103، وأشرف على التدخل العسكري في ليسوتو.

امتنع عن الترشح لولاية ثانية، وخلفه نائبه تابو إيمبيكي، ليصبح فيما بعد رجلاً من حكماء الدولة، ركز على العمل الخيري في مجال مكافحة الفقر وانتشار الإيدز من خلال مؤسسة نيلسون مانديلا.

أثارت فترات حياته الكثير من الجدل، انتقدوا تعاطفه مع الإرهاب والشيوعية، كما تلقى الكثير من الإشادات الدولية لموقفه المناهض للاستعمار وللفصل العنصري، حيث تلقى أكثر من 250 جائزة، منها جائزة نوبل للسلام 1993 و ميدالية الرئاسة الأمريكية للحرية ووسام لينين من النظام السوفييتي.

ويتمتع مانديلا بالاحترام العميق في العالم عامة وفي جنوب أفريقيا خاصة، حيث غالباً ما يشار إليه باسمه في عشيرته ماديبا أو تاتا، وفي كثير من الأحيان يوصف بأنه “أبو الأمة”.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق